36 - الفصل 32: أكاديمية السحر واختبار ثان

الفصل 32: أكاديمية السحر واختبار ثان

"جسدي قد..تطور؟"

بينما سايرو لازال متفاجأ مما ذكرته سورا، سورا نفسها غير مدركة لما حدث معها.

حيث كانت انانوفا الوحيدة المندهشة من حقيقة ما حدث معها.

"اخيرا! سورا لقد أصبح جسدك بنفس رتبة جسدي ايضا!! نحن الآن أختان متساويات في كل شيء!"

" ا..اجل اظن انه شيء جيد؟"

"ليس جيد فحسب، جسدك قد تطور من جسد خاص الى جسد مقدس، تطور جسدك يعني تطور موهبتك، جذرك الروحي، سرعة تنقية المانا وحتى جمالك.

هذا التطور نادر الى اقصى الحدود، فبين كل مليار جسد خاص، جسد واحد فقط يحدث معه هذا التطور وفقط في اقصى التدريبات المميتة للعقل والروح"

فهمت سورا اخيرا انجاز ما فعلته بعد شرح سايرو.

لطالما كانت الاجساد الخاصة وحدها ثروة لا تقدر بالمال ولا الكنوز حيث طمع الكون كله بهم، فما بالك بشخص ذو جسد مقدس نتج عن تطور.

ما جعل سايرو مرعوبا مما حدث ليست ندرة الحادثة بل المسؤولية التي وضعت على رقبته مجددا واحتمال اكتساب عداوات هو غني عنها.

لكن، ولو للحظة كان تفكير سايرو 'مثير~'

شعر بالنشوة للحظة فقط بالتفكير في القتالات التي قد يواجهها مستقبلا.

هل هو حقا بشخص مختل؟ ام انه داهية فاقت الحكيم حكما؟

هذا دون الحديث عن عدم تفاجأه بتاتا من التطور بل مما قد يواجهه مستقبلا.

وهنا يأتي سؤال أعظم، ما مدى هول قوة وسلطة الاباطرة المقدسين حتى لا يتفاجأ سايرو ابدا من حادثة قد تهز الكون بأكمله بما انه كان احدهم؟

ربما سنعرف الاجابة مستقبلا~

……..

مر شهر، ولد الربيع معطرا بالأزهار…

بدأت العاصمة في هذا الوقت بالاكتظاظ بالناس من مكان.

وكل هذا بسبب حدث رئيسي يجرى حاليا في العاصمة.

افتتاح اكاديمية السحر العظمى.

بما انه وقت تسجيل الطلاب الجدد في الأكاديمية، فالناس تأتي الى هنا من اجل نيل فرصة الدخول اليها عبر الاختبار الذي يفتتح كل سنة.

وبسبب هذا، زاد واختلف السكان داخل العاصمة من ضعفاء واقوياء، عوام ونبلاء، جواسيس وقتلة.

وطبعا وسط كل هذا، داخل شارع فاخر يقع منزل يعمه هدوء شديد لكن تنطلق منه كميات مانا مجنونة كل يوم.

اجل، انه منزل صغيرنا سايرو.

كالعادة لازال يتدرب في الساحة الخلفية، بينما تتدرب خادمتيه انا وسورا مع بعضهما البعض.

"لقد اصبح المكان صاخب هذه الايام، لا استطيع ان اتدرب بهدوء ابدا"

"على الفنان القتالي التدرب حتى لو كان في الجحيم يشوى حيا"

"انت تمزح صحيح؟"

"تريدين التجربة؟"

"ا..ايها السيد لقد كنت مخطئة سأكمل تدريبي"

عادت سورا الى وضعية تأملها بشكل اقوى من السابق بينما تعالجها انا وهي مبتسمة باستمرار.

"حسنا سيدي، الحق يقال يبدو ان العاصمة قد اصبحت اكثر صخبا"

" اذا فقد حان الوقت، اذهبوا للاستحمام سنتجمع اثناء الغداء"

" حسنا سيدي"

اوقفت سورا تأملها ثم دخلا الى المنزل.

مسح سايرو عرقه بمنشفة بينما يفكر فيما حصل الليلة الماضية.

قبل 9 ساعات…

في الوقت الذي كان سايرو يكتب في غرفته كالمعتاد قبل ان يذهب للنوم…

وصله اشعار جديد من حجر القدر.

⁂__

تنويه!

يتم اعلام المالك باقتراب الاختبار الثاني الاجباري.

الوقت المتبقي حتى النقل الاجباري: 45 يوم، 9 ساعات، 15 دقيقة.

⁂__

"ماذا؟؟ بهذه السرعة؟؟"

'ماذا يحدث؟ الم تنام بعد'

"تم تقرير وقت الاختبار الثاني بعد شهر ونصف تقريبا، سحقا لم استعد بشكل جيد حتى!!"

'الم تدرك الامر بعد؟ اذا كان اسمه حجر الاقدار فهو يعلم متى الوقت المناسب اكثر منك'

"انتظري…لماذا اشعر اني غبي فجأة؟ "

" لا حلويا…"

'لا تقلهااااااااا!!! ارجوك حسنا انا الغيبة! حسنا؟'

سايرو سيء حتى في التظاهر بالمزاح.

لنعود للوقت الحالي.

" تنهد…انها ادوات غالية بالنسبة لي لا استطيع تركهم في هذا المنزل وحدهما، خصوصا بعد كل الذي امسكتهم يتجسسون علينا"

'اذا سترسلهم الى الأكاديمية؟'

" اجل، سيوفرون الموارد لهما بينما يحمون خصوصياتهما هناك لذلك سأغادر مطمئنا"

'كم سيستغرق هذا الاختبار في ظنك'

" حدسي يخبرني، ستكون مدة طويلة جدا وحدسي لا يخونني ابدا"

'تسك..لن افتقدك على اية حال'

نظر اليها بابتسامة وكأنه يرى ما لا نستطيع رؤيته ثم دخل الى المنزل ليستحم.

……

" أكاديمية السحر؟"

"اجل، رغم اسمها الغريب فهي تعلم مختلف انواع فنون القتال كما توفر موارد باهظة ونادرة الى طلابها الموهوبين"

"ماذا سيستفيدون من هذا؟ لقد تعلمت منذ ان كنت صغيرة في احياء الفقراء انه لا شيء يعطى مجانا"

"الأكاديمية تحت تحكم الامبراطورية، بفعلهم هذا فهم يوفرون لنفسهم جنودا اقوياء لحماية الامبراطورية، كما قلت لا شيء مجاني في هذا العالم"

" لكن سيدي…لماذا فجأة انا متأكدة انني سأتعلم منك ما لا يمكنه ان تعلمني الاف الأكاديميات…لماذا ؟"

" لدي شيء يجب ان افعله، قد يأخذ وقت أطول من ما اظن لذلك احتاج على الاقل ان اضمن سلامتكم، سورا ادرى اكثر من اي احد خطورة ما سأفعله"

" ا..ايها السيد هل ستعود الى عالمي؟ "

" حسنا…لا انا حقا لا ادري لكن اعدكم اني سأعود سالما واخرجكم من الأكاديمية حتى لو لم تتخرجوا منها"

" وعد؟ "

" اجل، لنعتبره وعدا"

كلمات انا الحنونة تجعل سايرو شخص مختلف كليا عن سايرو السابق، رغم انها خادمته حاليا لكنها تعرف حقا كيف تتعامل معه.

أكمل سايرو شرح الأكاديمية وعن اشياء ثانية اخرى اثناء الغداء.

واستمروا بالكلام الى منتصف الليل.

"حسنا، اظن ان عملكما واضح الآن؟"

"اجل سيدي اعتمد علينا، ثم ارجوك عد سالما"

"سأفعل، لن نذهب للأكاديمية غدا بل سنذهب الى مكان اخر ثم سنتوجه للأكاديمية بعد غد."

قام سايرو توجه الى غرفته بينما غادرت الفتاتان الى غرفهما ايضا.

فتح سايرو النافذة ثم نشر احساسه الالهي على المنطقة بأكملها.

'يبدو ان لدي عمل كثير غدا، لنرتاح الآن'

……..

" هل سبق لك ان احببت احدا؟ "

كان الجو مشمسا بينما يهيم النسيم البارد في الجو.

جالس في وسط سهل اخضر كبير، مع شخص وجهه غير واضح.

"اظن اني لم افعل…"

"اذا ما رأيك ان تفعل الآن وغصبا عن نفسك ايضا ~"

الشخص الجالس كان سايرو، لكن وجهه كان طفوليا نوعا ما لم يكن بذات الجدية التي عليه حاليا.

رغم جسده الهزيل والضعيف كان يحمل سيف ضخم وراء ظهره.

"لماذا على ان احب الآن؟"

الشخص الذي كان يتحدث معه رغم ان وجهه لم يكن واضحا الى ان صوته العاذب والرقيق كان واضح انه صوت فتاة.

"لأنني اريد ذلك~"

المشاعر على وجه سايرو كانت واضحة جدا واحمرار وجهه يجعلك انت بذاتك تخجل مكانه.

"ا..اذا من احب؟ "

اقتربت الفتاة من وجه سايرو ببطء، فتحت فمها بينما تقول

"انا!"

شحب وجه سايرو من رعب ما رأته عيناه، وكأن وجهها قد اصبح وجه جثة هامدة في لحظة.

ثم استيقظ سايرو من كابوسه مجددا.

"هااه.. هاه..مجددا…"

في ظلمات الليل توجه سايرو الى النافذة ثم حدق في الاقمار بنظرة حزن شديدة.

----------

تأليف: Souhayl TP

2024/01/14 · 38 مشاهدة · 1015 كلمة
Souhayl TP
نادي الروايات - 2024